اكتشف الحقيقة الصادمة: هل تحول اكسبلور وريلز الإنستا إلى بؤرة للعنف والمحتوى غير الأخلاقي

اكتشف الحقيقة الصادمة: هل تحول اكسبلور وريلز الإنستا إلى بؤرة للعنف والمحتوى غير الأخلاقي

ألغوريثم الظلّ  كيف تُهدّر خوارزميات إنستغرام تجربة المستخدمين بفيديوهات مرعبة وإباحية؟



المقدمة

في عالمٍ تُسيطر عليه المنصات الرقمية، يُمثّل إنستغرام أحد أبرز الفضاءات الاجتماعية جذبًا للمستخدمين، خصوصًا مع ميزتَي إكسبلور (Explore) و ريلز (Reels) اللتين تعتمدان على خوارزميات ذكية لاقتراح المحتوى. لكن خلف واجهة الألوان الزاهية والابتسامات المُعلّبة، يختبئ واقعٌ مظلم: ظهور فيديوهات **مرعبة** أو **إباحية** بشكلٍ مفاجئ بين المحتوى المُقترح، مما يُثير ذعر المستخدمين – لاسيما القُصّر – ويطرح أسئلةً أخلاقيةً حول مسؤولية المنصات عن "تسميم" التجربة الرقمية. كيف تُساهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تسريب هذا المحتوى؟ وما تداعياته النفسية والاجتماعية؟ هذا المقال يُحلِّل الأزمة من جذورها.



1. إكسبلور وريلز: بين جَذب الانتباه وفقدان السيطرة

تُعتبر خوارزميات إنستغرام آلةً لا تُعرف الشبع، تعمل على تحليل سلوكيات المستخدمين (مشاهدات، إعجابات، مشاركات، وقت التصفح) لتقديم محتوى مُخصص. لكن هذه "التخصيصية" تحمل ثمنًا باهظًا:  

- التضخيم الخوارزمي: بمجرد تفاعل المستخدم مع فيديو صادم (حتى لو كان بدافع الفضول)، تبدأ الخوارزمية في تضخيم المحتوى المشابه، مما يُعمّق "فقاعة التصفية" (Filter Bubble) ويُحوِّل الإكسبلور إلى ساحة لمحتوى غير مرغوب.  

- الثغرات التقنية: تعتمد الخوارزمية على التعلم الآلي (Machine Learning)، لكنها قد تفشل في تمييز السياق. فمثلًا، قد تُصنّف فيديو عن "مخاطر الإدمان" كـ محتوى إباحي إذا احتوى كلمات مفتاحية مُشابهة!  

- الاستغلال المتعمد: بعض الحسابات تستخدم هاشتاجات مُضللة أو تُدرج محتوى صادم في الثواني الأولى من الريلز لخداع الخوارزمية وجذب المشاهدات السريعة.



2. التأثيرات النفسية: عندما يصبح الهاتف مصدر رُهاب 

ليست المسألة مجرد "إزعاج عابر"، بل تُمسي تهديدًا لسلامة المستخدمين العقلية، خاصةً مع تزايد الإبلاغات عن:  

- صدمات مُفاجئة: كظهور فيديوهات عنف أو انتحار أثناء تصفح الأطفال لإكسبلور دون سابق إنذار.  

- اضطرابات القلق: تُشير دراسة نُشرت في *Journal of Adolescent Health* (2023) إلى أن التعرُّض المتكرر لمحتوى مرعب عبر السوشيال ميديا يرتبط بزيادة نوبات الهلع والخوف من العالم الواقعي.  

- التطبيع مع المحتوى الإباحي: وفقًا لتقرير "Common Sense Media"، فإن 62% من المراهقين صادفوا محتوى جنسيًّا صريحًا على المنصات بشكلٍ غير مقصود، مما يُشوّه مفاهيمهم عن العلاقات الصحية.


3. لماذا تفشل إنستغرام في الحماية الكافية؟

رغم إعلانات "ميتا" عن تحسينات مستمرة، تبقى الإجراءات الوقائية غير كافية بسبب:  

- الاعتماد المفرط على الإبلاغات الذاتية: تُركّز المنصة على تقنية التعرّف التلقائي(AI Detection) للمحتوى المسيء، لكنها لا تزال تعتمد بشكلٍ كبير على تقارير المستخدمين، التي قد تتأخر لساعات.  

- الازدواجية في المعايير: تُحذف المنصة بعض المنشورات السياسية بحجة "السلامة"، بينما تتهاون أحيانًا مع محتوى عنف أو تحرش إذا كان "جذابًا" إعلاميًّا!  

- غياب الشفافية: لا تُفصح إنستغرام عن تفاصيل عمل خوارزمياتها، مما يُعيق الجهود المستقلة لمراقبة تسرُّب المحتوى الضار.



4. الحلول: بين مسؤولية المنصة واستعداد المستخدم

مواجهة الأزمة تتطلب جهدًا مشتركًا:  

-على مستوى المنصة:  

  - تطوير خوارزميات أكثر ذكاءً قادرة على تحليل السياق الكامل للمحتوى (ليس الكلمات المفتاحية فقط).  

  - إضافة زر "تجاهل المحتوى الصادم" يتجاوز خيار "عدم الإعجاب" ليُعلم الخوارزمية بتجنب أي محتوى مشابه.  

  - تعزيز التعاون مع منظمات حماية الطفل لرصد الحسابات الناشرة للمحتوى الضار.  

- على مستوى المستخدم:  

  - تفعيل خاصية الوضع المقيد (Restricted Mode) التي تُصفّي المحتوى الحسّاس.  




  - استخدام أدوات إدارة الوقت لتقليل فترات التصفح العشوائي.  

  - توعية الأطفال بعدم التفاعل مع أي محتوى صادم وشرح كيفية الإبلاغ عنه.



الخاتمة

ظهور المحتوى المرعب أو الإباحي على إنستغرام ليس "خللًا تقنيًّا عابرًا"، بل هو نتيجة طبيعية لخوارزميات تُقدّم الإثارة على السلامة، والتفاعل على القيم. بينما تتحمل المنصة المسؤولية الأكبر في تطوير آليات حماية حقيقية، يبقى على المستخدمين – خاصة الأهالي – تعزيز وعيهم الرقمي لتحصين أنفسهم ضد غزو "الظل الخوارزمي".



الأسئلة الشائعة عن اكسبلور وريلز الانستا

س: كيف أمنع ظهور المحتوى غير المرغوب في إكسبلور؟

- اضغط مطولًا على الفيديو → اختر "ليس مهتمًا" → تفعيل "الوضع المقيد".  


س: هل يمكن مقاضاة إنستغرام بسبب محتوى ضار؟ 

- القوانين تختلف بين الدول، لكن بعض الدعاوى القضائية (مثل قضية *نيويورك ضد ميتا 2023*) بدأت تُلزم المنصات بتحمل مسؤولية أكبر.  


س: كيف أحمي طفلي من المحتوى الصادم؟

- إنشاء حساب خاص للطفل مع إعدادات "حساب القاصر" (Supervised Account).  

- استخدام تطبيقات مراقبة الأهلية مثل Bark أو *Qustodio

المحترف العراقي للمعلوميات
المحترف العراقي للمعلوميات
تعليقات